بالفيديو / بالفيديو: شاب تونسي يمسك زوجة تسـ.ـحر زوجها بطريقة لا تخطر على بال أحد... / Video Streaming

بالفيديو / بالفيديو: شاب تونسي يمسك زوجة تسـ.ـحر زوجها بطريقة لا تخطر على بال أحد... / Video Streaming








قصص تتكرر في صمت

تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي من حين لآخر أخبارًا عن رجال أو نساء يزعمون اكتشاف "سحر" داخل بيوتهم — في ملابس، أو طعام، أو حتى في رماد مدفون داخل الحديقة.
ورغم أن أغلب هذه القصص تظل غير موثقة، إلا أنها تعكس حالة خوف اجتماعي متجذر في الثقافة المحلية، حيث يربط كثيرون بين الفشل في العمل أو الحياة الزوجية وبين "أعمال السحر".

يقول الباحث الاجتماعي التونسي الهادي بن يوسف في حديث سابق: "الناس تلجأ أحيانًا إلى تفسيرات خارقة للطبيعة لتبرير الأحداث السلبية التي لا تستطيع تفسيرها بالعقل أو العلم، مثل خيانة زوجية أو طلاق أو فشل مالي".
ويضيف: "هذا الاعتقاد يصبح خطيرًا عندما يتحول إلى اتهامات مباشرة يمكن أن تدمر حياة أشخاص أبرياء".

البعد القانوني والشرعي

القانون التونسي لا يعترف بالسحر كظاهرة ميتافيزيقية، لكنه يجرّم كل فعل يُستعمل فيه الغش أو الخداع للإضرار بالآخرين.
فمن يثبت عليه أنه استغل جهل الناس لتحقيق مكاسب مالية أو لإيذاء الغير يمكن محاكمته بتهم الاحتيال أو الإضرار العمدي.
كما تعتبر وزارة الشؤون الدينية أن السحر من الكبائر، وأن اللجوء إلى السحرة والمشعوذين يخالف تعاليم الإسلام التي تحض على التوكل على الله والأخذ بالأسباب الشرعية.







شاهد الفيديو فالمقال





في المقابل، تنتشر الإعلانات المموهة على بعض الصفحات الإلكترونية عن "معالجين روحيين" يقدمون خدمات فكّ السحر أو جلب الحبيب أو تسهيل الزواج.
ورغم الرقابة، لا يزال هذا المجال يدرّ أرباحًا كبيرة، ويستقطب جمهورًا واسعًا خصوصًا من فئة الشباب والنساء اللاتي يعانين من ضغوط اجتماعية ونفسية.



بين العلم والخرافة

يؤكد الأطباء النفسيون أن الكثير من الحالات التي تُنسب إلى السحر هي في الواقع اضطرابات نفسية أو عائلية لم يتم التعامل معها علميًا.
فقد يشعر أحد الأزواج بأن شريكه تغيّر فجأة فيظن أنه مسحور، في حين تكون الأسباب مرتبطة بالاكتئاب، الإرهاق، أو حتى الخلافات العادية.
وتشير تقارير وزارة الصحة إلى ارتفاع نسب اللجوء إلى "المعالجين الشعبيين" في المناطق الريفية بنسبة تفوق 40% مقارنة بالمدن الكبرى.










الإعلام ودوره في تضخيم الظاهرة

الإعلام التونسي، خصوصًا عبر المنصات الرقمية، يسهم أحيانًا في انتشار القصص غير الدقيقة حول "السحر والشعوذة"، عبر عناوين مثيرة أو مقاطع مفبركة لجلب المشاهدات.
وقد أصدرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهايكا) سابقًا تنبيهات لعدد من القنوات التي بثّت برامج تروّج لأشخاص يدّعون القدرة على الشفاء بالطرق الخارقة، معتبرة أن هذه الممارسات "تغذّي الجهل والخرافة في المجتمع".







Video Streaming




الحاجة إلى وعي جماعي

التعامل مع مثل هذه القضايا يتطلب جهدًا جماعيًا من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والدولة.
فالوقاية من "الخرافة" لا تكون فقط عبر الردع القانوني، بل من خلال نشر المعرفة العلمية والدينية الصحيحة، وتشجيع الناس على استشارة الأخصائيين في الطب النفسي والاجتماعي عند مواجهة مشاكلهم الخاصة.

ويرى عدد من رجال الدين أن الحل لا يكون في محاربة المعتقدات الشعبية بقدر ما يكون في تصحيحها وتوجيهها نحو الإيمان المتوازن.
فالإسلام لا ينكر وجود السحر من حيث المبدأ، لكنه يدعو إلى مواجهته بالعقل والدعاء واليقين لا بالخوف والتصعيد.





قصة الزوجة التي يُقال إنها "سحرت زوجها" ليست سوى واحدة من عشرات الروايات التي تظهر ثم تختفي دون أدلة.
لكنها تكشف عمق أزمة الثقة داخل المجتمع التونسي، سواء بين الأزواج أو بين الأفراد والسلطة أو بين الإنسان ونفسه.
ولعلّ الحل لا يكمن في البحث عن "السحر" بل في فهم الأسباب الحقيقية التي تدفع الناس إلى تصديق المستحيل.






Video Streaming








تعليقات