بالفيديو / بالفيديو/ التلميذ "فروجة" يقوم بتحدي جديد داخل ... / Video Streaming
بالفيديو: "فروجة" يعود من جديد بتحدي داخل المندوبية الجهوية… جدل واسع وردود فعل غاضبة
عاد التلميذ المعروف باسم "فروجة" إلى واجهة مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن نشر مقطع فيديو جديدًا من داخل المندوبية الجهوية للتربية، في خطوة اعتبرها البعض "تحديًا مباشرًا للسلطة التربوية"، بينما رأى آخرون أنّ ما يقوم به هذا الشاب هو مجرّد بحث عن الشهرة والمشاهدة.
وقد أثار الفيديو الأخير موجة واسعة من الجدل بين التونسيين، خصوصًا بعد أن انتشر بسرعة على مختلف المنصات، محققًا آلاف المشاهدات في ساعات قليلة فقط.
خلفية عن التلميذ "فروجة"
"فروجة" هو اسم اشتهر خلال الأشهر الأخيرة بعد ظهوره في سلسلة من المقاطع المصوّرة التي توثّق تصرفات غريبة داخل المؤسسات التربوية، حيث بدأ رحلته على تيك توك بتصوير "تحدي النوم داخل القسم"، قبل أن يُعرف بحركاته الساخرة وتصرفاته التي تخرج عن المألوف داخل المدارس.
ورغم تحذيرات الإطار التربوي سابقًا، يبدو أنّ الشاب لم يتراجع عن أسلوبه المثير للجدل، بل ازداد إصرارًا على تصوير مشاهد جديدة أكثر جرأة.
تفاصيل الحادثة الجديدة
في الفيديو الذي تداوله رواد مواقع التواصل، ظهر "فروجة" داخل المندوبية الجهوية للتربية بمعية والدته، حيث بدا كأنه يصوّر "تحديًا" جديدًا على طريقة مقاطع المحتوى الساخرة.
ووفق ما أفادت به مصادر محلية، فإن الفيديو تم تصويره خلال مراجعة إدارية تتعلق بوضعه الدراسي، لكنّ الشاب استغل الفرصة ليحوّل الزيارة إلى محتوى ساخر تم تداوله على نطاق واسع.
شاهد الفيديو فالمقال
ردّ فعل المندوبية كان سريعًا، إذ أكدت في بلاغ مقتضب أنها "لن تتسامح مع أي تصرف يمسّ من هيبة المؤسسة التربوية أو يسيء إلى العاملين بها"، مشيرة إلى أنّ تحقيقًا إداريًا فُتح في الحادثة لمعرفة كيفية تصوير المقطع داخل مقر رسمي.
ردود فعل متباينة على مواقع التواصل
قسم كبير من مستخدمي مواقع التواصل عبّروا عن غضبهم مما اعتبروه "استهتارًا مفرطًا بالقيم المدرسية والتربوية"، مؤكدين أنّ هذا النوع من المحتوى يسيء إلى صورة التلميذ التونسي ويشجع على التمرد دون حدود.
في المقابل، دافع آخرون عن "فروجة"، معتبرين أنّه "شاب بسيط يعاني من تهميش اجتماعي، وجد في الإنترنت وسيلة للتعبير عن نفسه".
أحد المعلقين كتب على فيسبوك: "بدل معاقبته، لماذا لا يتم توجيهه واستغلال طاقته في محتوى هادف؟"، بينما علّق آخر: "من حق المؤسسات التربوية أن تفرض احترامها، لكن لا بد من معالجة الظاهرة تربويًا لا عقابيًا فقط."
موقف وزارة التربية
مصدر مسؤول في وزارة التربية أوضح لعدد من وسائل الإعلام أن ما حصل "يشكل خرقًا للقوانين المنظمة للمؤسسات العمومية"، مضيفًا أنّ الوزارة بصدد دراسة الملف لإصدار توجيهات جديدة للمديريات الجهوية بخصوص التعامل مع مثل هذه الظواهر.
وأكد المصدر نفسه أنّ "الظروف الاجتماعية والنفسية للتلاميذ يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنّ "الفوضى داخل المؤسسات التربوية لم تعد مقبولة تحت أي ظرف".
التحليل الاجتماعي للظاهرة
Video Streaming
ظاهرة "فروجة" تسلط الضوء على علاقة الأجيال الجديدة بالفضاء الرقمي، وكيف تحولت مواقع التواصل إلى ساحة للتعبير والتحدي وحتى التمرد على السلطة التعليمية.
فالكثير من المراهقين اليوم يبحثون عن الشهرة السريعة من خلال مقاطع قصيرة تثير الانتباه، دون إدراك العواقب القانونية أو الأخلاقية.
ويرى خبراء علم الاجتماع أن هذه التصرفات ليست مجرد "حركات مراهقة"، بل تعبّر عن "أزمة ثقة" بين الشباب ومؤسسات الدولة، خصوصًا في القطاعات التعليمية.
الأستاذة في علم الاجتماع ريم بن محمود أوضحت في تصريح صحفي أن "تصرف فروجة يعكس حاجة الجيل الجديد للاعتراف والاهتمام، حتى وإن كان ذلك بطريقة صادمة".
نحو مقاربة جديدة للتعامل مع المحتوى المثير للجدل
في ظل هذا الجدل، يرى مراقبون أنّ الحل لا يكون فقط في الردع أو العقوبات، بل في إنشاء برامج توعية رقمية داخل المدارس، تشرح للتلاميذ حدود الحرية في النشر والتصوير، وتبيّن الفرق بين "التعبير عن الرأي" و"المساس بكرامة المؤسسة".
كما دعا بعض الأساتذة إلى إشراك الشباب المؤثرين في حملات توعوية لتشجيع استعمال المنصات الرقمية بشكل إيجابي.
حادثة "فروجة" الأخيرة داخل المندوبية الجهوية للتربية تعكس مفارقة عميقة في الواقع التربوي والاجتماعي التونسي: جيل يعيش في فضاء افتراضي بلا حدود، ومؤسسات تحاول فرض النظام في عالم يتغير بسرعة.
بين من يرى فيه رمزًا للتمرد المشروع، ومن يعتبره نموذجًا للفوضى الرقمية، تبقى القصة مرآة لمجتمع يحاول التوفيق بين قيم الانضباط وحرية التعبير في زمن "الترند" والانتشار السريع.
Video Streaming