بالفيديو / فيديو: ليلى الطرابلسي تكشف وصية الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وموقفها من نقل جثمانه وإعادة دفنه في تونس... / Video Streaming
تم خلال الساعات الأخيرة تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه صوت منسوب إلى ليلى الطرابلسي، أرملة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، تتحدث فيه عن ما قالت إنه "الوصية الأخيرة" لزوجها قبل وفاته، إضافة إلى موقفها من المطالب المتكررة بإعادة جثمانه إلى تونس. الفيديو أثار موجة واسعة من التفاعل والجدل، بين من رأى فيه كشفًا إنسانيًا عن الجانب الشخصي لحياة بن علي، ومن اعتبره محاولة لإعادة فتح ملف سياسي أغلقه التاريخ.
تفاصيل ما جاء في الفيديو
وفق ما تم تداوله، قالت ليلى الطرابلسي إن الرئيس الراحل كان في أيامه الأخيرة يعيش حالة من التأمل والهدوء، وأنه كان يردد دائمًا عبارة "بلادي رغم كل شيء تبقى في القلب". وتحدثت عن وصيته المزعومة، التي تضمنت — حسب الفيديو — ثلاث نقاط أساسية:
1. عدم نقل جثمانه من السعودية، حيث توفي ودُفن هناك، احترامًا لرغبته في أن "يرقد بسلام قرب أطهر بقاع الأرض".
2. التمسك ببراءته التاريخية من الاتهامات التي وُجهت إليه بعد الثورة، مشيرة إلى أنه كتب بخط يده: "التاريخ سينصفني، حتى لو بعد حين".
شاهد الفيديو فالمقال
3. طلبه الدعاء لتونس وشعبها وأن "تعود المحبة بين الناس مهما اختلفوا"، بحسب قولها.
الطرابلسي أكدت في المقطع أنها لا تنوي نقل الجثمان، وقالت: "هو اختار مدفنه هناك، وأنا سأحترم رغبته، فمكان دفنه لم يكن صدفة بل كان قضاء وقدرًا، ولا يمكنني أن أخالف وصيته".
خلفية حول الجدل القائم
منذ وفاة زين العابدين بن علي في سبتمبر 2019 في منفاه بمدينة جدة السعودية، ظلّ موضوع إعادة جثمانه إلى تونس مطروحًا من حين إلى آخر، خصوصًا مع مطالب من بعض أفراد العائلة وأنصاره بإعادة دفنه في مسقط رأسه بمدينة حمام سوسة. لكن هذا المطلب لم يجد توافقًا رسميًا أو شعبيًا، نظرًا لحساسية المرحلة السياسية التي تلت الثورة.
ظهور ليلى الطرابلسي بهذا التصريح الجديد يعيد إشعال النقاش مجددًا، إذ رأى فيه البعض محاولة لتأكيد أن العائلة لم تعد تفكر في العودة إلى تونس، بينما اعتبره آخرون تأكيدًا على "وفاء أرملة الرئيس لرغبة زوجها واحترامها لقراره الأخير".
ردود الفعل على مواقع التواصل
تفاوتت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض. فعدد من المعلقين أبدوا تعاطفهم الإنساني مع ليلى الطرابلسي، معتبرين أن "الحديث عن الوصية لا يجب أن يُقرأ سياسيًا بل إنسانيًا"، بينما اعتبر آخرون أن "الوصية المفترضة ليست سوى وسيلة لاستعادة حضور إعلامي في الساحة بعد غياب طويل".
كما تداول ناشطون تدوينات تساءلت عن توقيت نشر هذا الفيديو، وهل يرتبط بتحركات سياسية أو إعلامية جديدة تخصّ أسرة الرئيس الراحل.
Video Streaming
دلالات رمزية
القضية لا تقتصر على مكان الدفن فقط، بل تمتد إلى رمزية المصالحة مع الماضي. فالرئيس بن علي كان آخر من حكم تونس قبل الثورة التي غيّرت وجه البلاد في 2011، وما زال اسمه يحمل أبعادًا متناقضة بين من يراه "رمز الاستقرار والتنمية" ومن يعتبره "رمز القمع والاستبداد".
بالتالي، فإن مسألة نقل جثمانه أو إبقائه في السعودية لم تعد قضية عائلية فقط، بل مسألة ذاكرة وطنية وانقسام مجتمعي بين رؤيتين مختلفتين لتاريخ تونس الحديث.
موقف الطرابلسي
في المقطع ذاته، ظهرت ليلى الطرابلسي بصوت متأثر، مؤكدة أن "الموت لا يترك مجالًا للمحاسبة، وأن كل إنسان يلقى ربه بعمله"، مضيفة: "زوجي كان يؤمن بأن الله وحده هو الحكم العدل، ولا أحد غيره يملك أن يغفر أو يدين".
كما تحدثت عن معاناتها بعد وفاته، قائلة إنها "تعيش حياة بسيطة وبعيدة عن الأضواء"، وأنها "تكتفي بالدعاء له كل يوم، وتجد عزاءها في الصلاة وقراءة القرآن".
تحليل إعلامي
من الناحية الإعلامية، يظهر هذا الفيديو كجزء من استراتيجية رمزية لإعادة تقديم صورة ليلى الطرابلسي كشخصية إنسانية أكثر من كونها سياسية. بعد أكثر من عقد على سقوط نظام زوجها، يبدو أنها تحاول إيصال رسالة مفادها أن "الزمن كفيل بتصفية الحسابات، وأن الذكرى يجب أن تبقى هادئة لا مشحونة".
في المقابل، تبقى مسألة موثوقية المقطع موضع جدل، إذ لم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من جهة قريبة منها أو من وسائل إعلام سعودية أو تونسية موثوقة، مما يجعل الخبر في حدود "التصريحات المتداولة".
بين ما هو إنساني وما هو رمزي، يظلّ حديث ليلى الطرابلسي عن وصية زين العابدين بن علي حدثًا مثيرًا للاهتمام في المشهد التونسي. سواء أكانت تلك التصريحات دقيقة أم لا، فقد أعادت إلى الواجهة اسمًا ظلّ حاضرًا في الذاكرة الجماعية، وفتحت من جديد باب النقاش حول علاقة تونس بتاريخها الحديث، وكيف يمكن لشخصية راحلة أن تثير الجدل بعد كل هذه السنوات
Video Streaming