بالفيديو / بالفيديو.. مواطنة في صفاقس تكتشف أن زوجها له زوجة و عائلة ثانية في نفس الجهة / Video Streaming
Video Streaming
شاهد الفيديو فالمقال
شهدت مدينة صفاقس في الأيام الأخيرة حادثة اجتماعية مثيرة للجدل، بعد أن اكتشفت امرأة بالصدفة أنّ زوجها يعيش حياة مزدوجة، حيث تبيّن أنه متزوج من امرأة ثانية ولديه عائلة أخرى تقطن في نفس الجهة، دون أن تعلم زوجته الأولى بالأمر لسنوات طويلة. هذه القصة التي تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت موجة من التعاطف مع الزوجة الأولى، إلى جانب جدل كبير حول موضوع تعدد الزوجات والسرية في العلاقات الزوجية داخل المجتمع التونسي.
القصة بدأت حين لاحظت الزوجة الأولى، وهي امرأة في الثلاثين من عمرها، تغيّر تصرفات زوجها في الفترة الأخيرة، خصوصًا كثرة غيابه عن المنزل لساعات طويلة بحجة “العمل الإضافي” أو “السفر المتكرر إلى مناطق قريبة”. لكن ما أثار شكوكها أكثر هو سلوكياته المريبة واستخدامه الدائم للهاتف بعيدًا عن أنظارها. ووفق ما تم تداوله، فإن الصدفة وحدها كانت وراء اكتشاف الحقيقة، حين التقت إحدى قريباتها بامرأة تُعرّف نفسها على أنها “زوجة فلان”، وهو الاسم الكامل لزوجها نفسه.
بعد استفسار بسيط، اكتشفت الزوجة أن زوجها متزوج من امرأة أخرى منذ أكثر من خمس سنوات، وله منها طفلان، ويعيش معها في حيّ قريب من مقر سكن الزوجة الأولى. لم تصدّق في البداية، فقرّرت مواجهة زوجها بالأمر، ليعترف لها بعد ضغط كبير بأنه بالفعل متزوج من ثانية، وأنه أخفى الأمر خوفًا من المشاكل.
هذه القصة سرعان ما تحولت إلى قضية رأي عام، بعد أن قررت الزوجة نشر تفاصيلها عبر مواقع التواصل، ليس بدافع التشهير، بل لتسليط الضوء – حسب قولها – على معاناة كثير من النساء اللواتي يُخدعن من قبل أزواجهنّ الذين يعيشون حياتين متوازيتين دون أي شعور بالذنب أو المسؤولية.
من الناحية القانونية، يعتبر تعدد الزوجات ممنوعًا في تونس بموجب مجلة الأحوال الشخصية الصادرة سنة 1956، والتي جعلت من تونس أول دولة عربية تلغي التعدد وتقرّ المساواة القانونية بين الزوجين. وبناءً على ذلك، فإن الزواج الثاني الذي قام به هذا الرجل يُعتبر باطلًا قانونًا، ويمكن أن يُعرّضه لعقوبة جزائية تصل إلى السجن لمدة عام مع غرامة مالية، وذلك طبقًا للفصل 18 من المجلة.
أما من الناحية الاجتماعية، فقد أثارت الحادثة نقاشًا واسعًا بين من رأى أن ما قام به الرجل خيانة زوجية واضحة تستحق الإدانة، وبين من حاول تبرير تصرفه بدوافع نفسية أو اجتماعية. البعض اعتبر أن هذه الحالات أصبحت تتكرر في السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار العلاقات عبر الإنترنت ووسائل التواصل، مما يسهل على البعض إقامة علاقات خفية أو حتى زيجات سرية.
من جهتهم، أشار مختصون في علم الاجتماع إلى أن ما حدث يعكس تراجع الثقة بين الأزواج وغياب التواصل الصادق داخل الأسرة. إذ أن مثل هذه التصرفات لا تنشأ فجأة، بل تكون نتيجة تراكمات من الخلافات أو الشعور بعدم الرضا في العلاقة. لكنهم في الوقت نفسه شددوا على أن الكذب والخداع لا يمكن تبريرهما، لأنهما يهدّدان أساس العلاقة الزوجية المبنية على الصراحة والاحترام المتبادل.
كما أشار بعض المتابعين إلى أن ما حدث قد يُحدث آثارًا نفسية عميقة على الزوجة الأولى وأبنائها، خاصة حين يكتشفون أن والدهم كان يعيش حياة مزدوجة طوال هذه السنوات. فالمسألة لا تقتصر على “الزواج الثاني” بحد ذاته، بل على الصدمة والخيانة التي تشعر بها المرأة بعد أن كانت تثق بزوجها وتعتبره الشريك الوحيد في حياتها.
عدد من رواد مواقع التواصل عبّروا عن تضامنهم مع الزوجة، مؤكدين أنها تصرّفت بحكمة بعدم اللجوء إلى العنف أو الفضيحة، بل تعاملت مع الموقف بعقلانية، خاصة بعدما اتضح أن الزوج استغل ثقتها وحبها له لسنوات. كما طالب كثيرون السلطات بضرورة تطبيق القانون بصرامة على مثل هذه الحالات، حماية لحقوق المرأة والأسرة.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر محلية أن الزوجة الأولى رفعت قضية ضد زوجها بتهمة الخداع والزواج غير القانوني، مطالبة بحقوقها الشرعية والقانونية، بما في ذلك النفقة وتعويض الضرر المعنوي الذي لحق بها. أما الزوجة الثانية، فقد ذكرت في تصريحات قيل إنها أدلت بها للأمن أنها لم تكن تعلم بزواجه الأول، وأنه أكد لها أنه “منفصل منذ مدة طويلة”.
تسلط هذه الواقعة الضوء على قضايا حساسة في المجتمع التونسي، منها الشفافية داخل الحياة الزوجية، وضرورة التأكيد على أن الزواج مسؤولية مشتركة لا يمكن بناؤها على الكذب أو الخداع. كما أنها تطرح تساؤلات حول مدى وعي بعض الرجال بالعقوبات القانونية المترتبة على مثل هذه الأفعال، التي لا تمسّ فقط الزوجة الأولى بل تدمّر أسرتين كاملتين.
وفي خضمّ الجدل المتواصل، يبقى هذا النوع من القصص تذكيرًا بضرورة ترسيخ قيم الصراحة والثقة في الحياة الزوجية، وإيجاد مساحات حوار داخل الأسر التونسية لتجنّب الأزمات التي تنفجر فجأة فتتحول إلى قضايا رأي عام.
Video Streaming
