بالفيديو / بالفيديو : كشفت عنها صباحًا، جيهان ميلاد تتمكن من فكّ لغز مـقـتل خيري عياد حيث قام الـقـاتـل ب.. / Video Streaming
في الأيام الأخيرة، اهتزّت مدينة سوسة على وقع جريمة مروّعة راح ضحيتها الشاب التونسي خيري عياد، أحد الوجوه الشابة النشيطة على مواقع التواصل الاجتماعي. الحادثة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التونسية، خصوصاً بعد أن كشفت التحقيقات الأولية أنّ المشتبه به الرئيسي في القضية ليس سوى صديق طفولته، الذي ارتكب جريمته بطريقة مفاجئة وصادمة.
شاهد الفيديو فالمقال
وفقاً لما تمّ تداوله من معطيات أمنية وإعلامية، فإنّ الجريمة وقعت في منزل صغير كان يقيم فيه خيري بمدينة سوسة، حيث كان يعيش حياة بسيطة وهادئة. مساء الحادثة، زاره صديقه القديم الذي كانت تجمعه به علاقة قوية منذ سنوات الدراسة، لكنّ اللقاء لم يدم طويلاً حتى تحوّل إلى مشادة كلامية انتهت بجريمة قتل مأساوية. وتشير المعلومات المتوفّرة إلى أنّ الجاني استغلّ لحظة غفلة الضحية، ووجّه إليه عدّة طعنات قاتلة في أنحاء مختلفة من جسده، قبل أن يلوذ بالفرار تاركاً خلفه صديقه غارقاً في دمائه.
تمّ إشعار الوحدات الأمنية والنيابة العمومية، حيث تنقّلت فرق الحماية المدنية إلى مكان الجريمة، وتمّ نقل الجثمان إلى قسم الطبّ الشرعي لتحديد أسباب الوفاة الدقيقة. التحقيقات الأولية كشفت أنّ الجاني غادر المدينة مباشرة بعد الجريمة، قبل أن يتمّ إلقاء القبض عليه في إحدى المناطق القريبة من سوسة بعد ساعات فقط من الحادثة، إثر تنسيق محكم بين الأجهزة الأمنية.
خلال الأبحاث، اعترف المشتبه به جزئياً بالفعل، مشيراً إلى أنّه كان يعيش ضغوطاً نفسية وأنّ خلافاً شخصياً قديماً أعاد التوتّر بينهما. لكنّ المصادر القريبة من التحقيق أكدت أنّ الجريمة كانت مخططاً لها مسبقاً، خصوصاً أنّ المشتبه به حضر ومعه أداة الجريمة، وهو ما ينفي فرضية الانفعال الآني.
الجريمة تركت أثراً بالغاً لدى عائلة الضحية وأصدقائه، الذين عبّروا عن صدمتهم الشديدة، خاصة أنّ خيري كان معروفاً بدماثة أخلاقه وحبّه للحياة، إذ كان يشارك متابعيه على وسائل التواصل مقاطع طريفة تحمل رسائل إيجابية عن الصبر والتفاؤل. أصدقاؤه نعوه بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنّ رحيله فاجأ الجميع وأعاد إلى الواجهة النقاش حول العنف المتزايد بين الشباب في تونس، وأسباب تفاقم الظواهر الاجتماعية المرتبطة بالضغط النفسي والتدهور الاقتصادي.
Video Streaming
من جهة أخرى، دعا عدد من النشطاء إلى ضرورة توفير الإحاطة النفسية والاجتماعية للشباب، معتبرين أنّ مثل هذه الحوادث تعكس هشاشة العلاقات الإنسانية وضعف التواصل داخل المجتمع. كما شدّدوا على أهمية تعزيز ثقافة الحوار، ومراجعة دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في الوقاية من الانحرافات السلوكية التي قد تؤدي إلى جرائم من هذا النوع.
وسائل الإعلام المحلية نقلت أنّه تمّ فتح تحقيق قضائي رسمي بتهمة القتل العمد مع سابقية القصد، ولا تزال الأبحاث متواصلة لكشف كافة الملابسات، بما في ذلك الأسباب الحقيقية التي دفعت المشتبه به إلى ارتكاب الجريمة.
وفي انتظار نتائج التحقيق النهائي، تبقى جريمة مقتل خيري عياد مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة من الحوادث التي صدمت الرأي العام التونسي في الفترة الأخيرة، وتسلّط الضوء على الحاجة الملحّة إلى معالجة أعمق لقضايا الأمن الاجتماعي والوعي النفسي بين الشباب.
بهذا، تظلّ قصة خيري رمزاً مؤلماً لمدى هشاشة الروابط الإنسانية حين تختفي الثقة ويحلّ محلّها الغدر، وتبقى رسالته الأخيرة على صفحته — التي تحدّث فيها عن "الصداقة الحقيقية" — تذكيراً مؤلماً بأنّ الشرّ يمكن أن يأتي أحياناً من أقرب الناس إلينا.
Video Streaming