بالفيديو / البقاء لله وفاة الأمني وليد عبيدي بطريقة مروووعة و مؤلمة دعواتكم له ... / Video Streaming

بالفيديو / البقاء لله وفاة الأمني وليد عبيدي بطريقة مروووعة و مؤلمة دعواتكم له ... / Video Streaming








البقاء لله… وفاة العون الأمني وليد عبيدي في حادث أليم

فجعت ولاية جندوبة، خاصة منطقة الجلايلية، مساء اليوم بخبر وفاة العون الأمني وليد عبيدي في حادث مرور مأساوي. الانتشار السريع للخبر أثار مشاعر الحزن والأسى في أوساط المواطنين والأمنيين على حد سواء، فقد كان عبيدي من الرجال الذين يعملون خلف الكواليس، في سبيل حفظ الأمن والنظام، وها هو يفارق الحياة بطريقة مفجعة أثناء أداء دوره.

وفق ما تم تداوله في وسائل إعلام محلية وصفحات الأهالي، فإن الحادث وقع أثناء تنقل عبيدي ضمن دورية أمنية في منطقة الجلايلية، حيث اصطدمت سيارته بحادث مرور مزدوج أدى إلى وفاته على الفور، فيما أُصيب زميله بجروح، ونُقل إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة. المعلومات الأولية تفيد بأن الحادث وقع في مكان يسير عادة السياح والمواطنين بين الجبال والطريق الريفي، حيث تتفاقم المخاطر بسبب حالة الطريق والإضاءة.









شاهد الفيديو فالمقال


الصور التي انتشرت على مواقع التواصل تُظهر سيارة أمنية مُتضررة، وجانب الطريق وقد فرّغ منه العديد من المواطنين وبعض رجال الإسعاف، فيما وقف عدد من المارة يتبادلون التعازي والحديث عن الرجل الذي لم يكن مشهورًا بليلي الطريق، بل كان وجهًا من وجوه الهدوء والعمل الشاق، لا يُرى غالبًا إلا في اللحظات التي تتطلب الحسم.

السلطات الأمنية في الجهة سارعت إلى فتح تحقيق في ملابسات الحادث، وإرسال فرق الحماية المدنية والنيابة العامة إلى مكان الحادث لتحديد الأسباب الحقيقية، ومعرفة ما إذا كان الأمر ناجمًا عن عامل خارجي مثل السرعة أو خطأ فني في السيارة أو الحالة الطارئة التي قادته إلى فقدان السيطرة.

أهل عبيدي والجيران لا يزالون في حالة صدمة: كيف لرجل كان يقضي ساعات الليل يسهر على أمن الناس أن يُضحي بحياته؟ بل كيف يودّع الدنيا فجأة وهو الذي كان عونًا للضعفاء؟ الكثير من زملائه في صفوف الأمن عبّروا عن ألمهم برحيله، وكتبوا رسائل عزاء مؤثرة، مؤكدين أنه كان الزميل المخلص والإنسان الهادئ الذي لا يظهر إلا لأداء مهمته.









Video Streaming

وأمام هذه الصدمة، تطالب العائلات الأمنية في الولاية بإصلاح الطرق الريفية وفرض معايير صارمة لصيانة سيارات الدورية، لأن هؤلاء الرجال لا يسعون إلى بطولات، بل إلى السيولة الآمنة في التنقل داخل الطرق الخطرة ليلاً ونهارًا. كما طالب المواطنون بضرورة تعويض أسر الضحايا ودعمهم مادياً ومعنوياً، لأن فقدان معيل الأمن يُعد مصيبة تضاعفها الظروف المعيشية الصعبة في بعض المناطق الداخلية.

أطفال وليد وذووه يعيشون الآن في صمت الحزن، وقد فقدوا الأب الذي كان يعود مساءًا إلى بيته محمّلًا بأعباء الواجب، ينزل من السيارة وهو يبتسم رغم التعب. اليوم، يجلسون أمام خلوّ كرسٍ لا يُملأ، ويحاولون استيعاب أن ذلك الصوت الذي كانوا ينادونه "بابا" لن يعود. الجيران مرتّون حولهم بالدعاء، تأتي العزاءات من كل مكان، والكلمات لا تُخفي الألم الذي يسكن القلوب.






هذه الحادثة المهيبة تذكّرنا بأن وراء كل رجل أمن قصة، خلف كل كاميرا في الطريق حياة متواضعة لا يراها الكثيرون، وأن الخطر لا يأتي فقط من الخارج، بل من الطرق التي يسلكونها يوميًا. وليد عبيدي رحل، لكنه يترك فدائيًا صورةً لمن يحمل السلاح، ليس ليلحق الضرر، بل ليحمي الناس، حتى ولو كان الثمن حياته.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.



Video Streaming
تعليقات