بالفيديو / القيروان | وفاة العرّاف "سحتوت" أثناء تحضير وصفة لجلب الرزق تبيّن أنها تحتوي على مبيد حشري... / Video Streaming
Video Streaming
شاهد الفيديو فالمقال
في ولاية القيروان، ضجّت الأوساط الشعبية بخبر وفاة العرّاف المعروف باسم "سحتوت"، وذلك في ظروف وُصفت بالمأساوية والغريبة في آن واحد. فقد كشفت التحقيقات الأوّلية أنّ سحتوت توفي أثناء قيامه بتحضير وصفة زعم أنها مخصّصة لجلب الرزق، غير أنّ المفاجأة الصادمة تمثّلت في أنّ إحدى مكونات تلك الوصفة لم تكن سوى مادة كيميائية خطيرة تُستعمل عادةً كمبيد حشري، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل سريع ووفاته قبل وصوله إلى المستشفى.
هذا الخبر أثار جدلاً واسعًا في القيروان وخارجها، خصوصًا وأن سحتوت كان يحظى بمتابعين كثر يلجؤون إليه طلبًا للوصفات والأعمال المرتبطة بالشعوذة والدجل. بعض الأهالي اعتبروا أنّ ما حصل يمثل درسًا بليغًا لكل من يضع ثقته في مثل هذه الممارسات، فيما عبّر آخرون عن صدمتهم لأن الرجل كان بالنسبة لهم مرجعًا روحانيًا، رغم الجدل المستمر حول حقيقة ما يقدّمه.
شهود عيان أكدوا أنّ سحتوت كان بصدد تحضير خلطته الأخيرة في منزله عندما انبعثت روائح قوية وغريبة أثارت انتباه الجيران. وبعد دقائق قليلة، سقط أرضًا وهو يعاني من اختناق شديد وتشنجات. ورغم محاولات الإسعاف الأولية من قبل أفراد أسرته، فإن حالته تدهورت بسرعة ليُعلن عن وفاته لاحقًا.
السلطات الأمنية والفرق الصحية تدخلت على الفور لفتح تحقيق في ملابسات الحادثة. وقد تم رفع العينات من المواد التي كان يستعملها سحتوت، وتبيّن أنّ أحد المكونات الأساسية لم تكن سوى مبيد حشري شديد السمية. هذا الاكتشاف وضع حدًا للتأويلات وأكّد أنّ الوفاة ناجمة بشكل مباشر عن التسمم، وليس عن أي عوامل غامضة كما حاول البعض ترويجه في البداية.
في الأوساط الشعبية، انقسمت الآراء بين من عبّر عن أسفه لرحيله باعتباره شخصية مثيرة للجدل لكنها حاضرة بقوة في المخيال الشعبي، وبين من اعتبر أنّ وفاته جاءت كنتيجة طبيعية لممارساته الخطيرة والمضللة. بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي سخرت من الحادثة، معتبرة أنّ "السحر انقلب على الساحر"، بينما فضّل آخرون التذكير بخطورة الانجرار وراء أوهام الشعوذة التي لا تستند إلى أي أسس علمية أو دينية صحيحة.
علماء الدين والمختصون بدورهم استغلوا الحادثة للتحذير من ظاهرة الدجل والشعوذة التي مازالت تلقى رواجًا في بعض الأوساط. وأكدوا أنّ اللجوء إلى هذه الممارسات لا يجلب سوى الأوهام والمشاكل، بل وقد يتسبب في خسائر مادية ونفسية وحتى صحية جسيمة، كما حصل مع سحتوت نفسه.
الأطباء الذين عاينوا الحالة شدّدوا على أنّ التسمم بالمبيدات الحشرية يُعتبر من أخطر أنواع التسمم الكيميائي، إذ يؤدي إلى شلل في الجهاز العصبي وتوقف وظائف التنفس في وقت وجيز، وهو ما يفسّر وفاة سحتوت السريعة رغم التدخل العاجل.
الخبر ترك أثرًا كبيرًا في القيروان، حيث ظلّ الناس يتداولونه بين مصدّق ومستهجن، خاصة وأن شخصية سحتوت كانت دائمًا محلّ جدل واسع. البعض يراها نهاية طبيعية لمسيرة مليئة بالخرافات، والبعض الآخر يراها فاجعة إنسانية مهما كانت الملابسات.
وفي ظل هذه الحادثة، تتجدّد الدعوات إلى التوعية بمخاطر اللجوء إلى المشعوذين والبحث عن حلول حقيقية وشرعية للمشاكل التي يواجهها الناس، بدل الارتماء في أحضان وصفات قد تجرّ الويلات على أصحابها. فوفاة "سحتوت" تبقى عبرة مؤلمة، ليس فقط لأتباعه، بل لكل من مازال يعتقد أنّ الرزق والسعادة يمكن أن تأتي عبر وصفات مشبوهة تحتوي على مواد قاتلة.
Video Streaming