بالفيديو /بالفيديو..سوسة: شجار بين الطلبة بمطعم جامعة إبن سينا يتسبب ب... / Video Streaming

 بالفيديو /بالفيديو..سوسة: شجار بين الطلبة بمطعم جامعة إبن سينا يتسبب ب...  / Video Streaming

 

 




 

Video Streaming

  

شاهد الفيديو فالمقال


 شهدت مدينة سوسة يوم أمس حادثة أثارت جدلاً واسعًا بين الطلبة والإطار الجامعي، وذلك إثر شجار عنيف وقع داخل مطعم جامعة ابن سينا، سرعان ما تحول إلى فوضى عارمة وسط ذهول العاملين والطلبة الموجودين في المكان. وقد وثّق عدد من الطلبة الحاضرين الحادثة في مقاطع فيديو قصيرة، تم تداولها بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما زاد من حجم الاهتمام بالقضية ودفع الجهات المعنية إلى التدخل وفتح تحقيق عاجل.


وفق المعطيات الأولية، فإن الشجار بدأ بسبب خلاف بسيط حول الأسبقية في الطابور أثناء توزيع الوجبات، قبل أن يتطور الموقف بسرعة إلى تبادل للعنف اللفظي والجسدي بين مجموعتين من الطلبة ينتمون إلى اختصاصات مختلفة. وشهدت القاعة توترًا كبيرًا بعد أن حاول البعض التدخل للفصل بينهم، مما تسبب في حالة من الهرج والمرج وسقوط عدد من الكراسي والأواني، فيما أصيب عدد من الطلبة بجروح طفيفة جراء التدافع والعراك.


تدخل أعوان الحراسة على الفور لاحتواء الموقف، كما تم استدعاء وحدات الأمن الجامعي التي تمكنت من تهدئة الأوضاع بعد دقائق من الفوضى. وتم نقل أحد الطلبة إلى المستشفى الجامعي سهلول لتلقي الإسعافات اللازمة بعد أن تعرّض لإصابة على مستوى الرأس، بينما تم الاستماع إلى إفادات الشهود من طرف إدارة المطعم والجامعة.


من جانبها، أصدرت إدارة جامعة سوسة بيانًا أكدت فيه أن ما حدث لا يمثل أخلاق الطلبة ولا صورة الجامعة التونسية، مضيفة أن التحقيق جارٍ لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة في حق المتسببين في الشجار. وشددت الإدارة على أهمية الحفاظ على السلوك الحضاري داخل الفضاءات الجامعية، مشيرة إلى أن مثل هذه التصرفات الفردية لا تعكس الروح الحقيقية للطلبة.


وأفاد عدد من الطلبة الذين حضروا الواقعة أن التوتر في مطعم الجامعة ليس جديدًا، إذ يشهد المكان ازدحامًا متكررًا ونقصًا في التنظيم، خاصة في أوقات الذروة، وهو ما يخلق احتكاكات بين الطلبة من حين لآخر. وطالبوا بتحسين ظروف الأكل وتوفير نظام طوابير أكثر وضوحًا، بالإضافة إلى زيادة عدد العاملين لتجنب حالات التوتر التي قد تتطور كما حصل في هذه الحادثة.


في المقابل، دعت نقابة عملة الجامعات إلى ضرورة تأمين المطاعم الجامعية بشكل أفضل، من خلال وضع كاميرات مراقبة إضافية وتكثيف الحضور الأمني، خصوصًا بعد تسجيل عدة حوادث مشابهة خلال السنوات الأخيرة في مطاعم جامعية أخرى. وأشارت النقابة إلى أن العاملين في هذه الفضاءات يجدون أنفسهم أحيانًا وسط شجارات طلابية دون وسائل كافية للحماية أو السيطرة على الموقف.


السلطات الجهوية من جهتها أعلنت عن فتح تحقيق رسمي بالتنسيق مع إدارة الجامعة ووزارة التعليم العالي، لمعرفة الأسباب الدقيقة التي أدت إلى اندلاع الشجار، وهل كان الخلاف عفويًا أم أن هناك خلفيات أخرى وراءه. كما تم التنبيه على جميع الطلبة بضرورة احترام القواعد العامة والنظام الداخلي، حفاظًا على سلامة الجميع.


على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت التعليقات بين من اعتبر أن ما حدث أمر عادي يمكن أن يحدث في أي مؤسسة تجمع عددًا كبيرًا من الشباب، وبين من رأى أن الحادثة تعبّر عن تراجع في مستوى الانضباط داخل الجامعات. وانتقد عدد من النشطاء غياب التأطير النفسي والاجتماعي للطلبة، معتبرين أن الضغط الدراسي وتدهور الأوضاع المعيشية قد يسهمان في ارتفاع معدلات التوتر والعنف داخل الفضاء الجامعي.







عدد من الأساتذة الجامعيين علّقوا بدورهم على الحادثة، معتبرين أنها "ناقوس خطر" يجب أن يدفع وزارة التعليم العالي إلى مراجعة سياساتها في التعامل مع الحياة الطلابية، خصوصًا في ما يتعلق بتأمين المطاعم والمبيتات وتنظيم الأنشطة الثقافية التي تتيح للطلبة تفريغ طاقاتهم في أطر إيجابية بدل الصدامات.







يُذكر أن مطعم جامعة ابن سينا من أكبر المطاعم الجامعية في سوسة، ويؤمّه يوميًا مئات الطلبة من مختلف الاختصاصات. ورغم الجهود المبذولة لتحسين الخدمات، إلا أن تحديات الاكتظاظ ونقص التمويل تجعل من الصعب أحيانًا السيطرة على كل التفاصيل التنظيمية، ما يؤدي إلى مثل هذه الحوادث المؤسفة.






في ختام التحقيق المبدئي، أكد مصدر من داخل الجامعة أن العقوبات التأديبية ستشمل الطلبة المتورطين مباشرة في العنف، وقد تصل إلى الحرمان المؤقت من السكن أو الأكل الجامعي، حسب خطورة المشاركة في الشجار. كما أشار إلى أن الإدارة بصدد وضع خطة جديدة لتنظيم الخدمات بالمطعم وتفادي تكرار ما حصل.


الحادثة، رغم محدوديتها، تسلط الضوء مجددًا على واقع الحياة الجامعية في تونس، بين ضغوط الطلبة الاقتصادية والاجتماعية وغياب مساحات الترفيه الكافية داخل المؤسسات، مما يجعل الانفعالات تتفجر أحيانًا في مواقف بسيطة. ويبقى الأمل أن تكون هذه الواقعة درسًا في ضرورة ضبط النفس واحترام القواعد، حفاظًا على صورة الطالب التونسي والمؤسسة الجامعية التي تمثل إحدى ركائز الوعي والمسؤولية في المجتمع.


 



 

 

  

Video Streaming

 

 

 

 

 

تعليقات