بعد صراع مع مرض السر.طان حسين عبودي قبل وفاته يتوسل للموافقه للحصول على الدواء للعلاج / Video Streaming
Video Streaming
شاهد الفيديو فالمقال
حسين عبودي: صرخة مريض بالسرطان قبل رحيله تكشف وجهاً آخر للألم في تونس
مقدمة
لا يزال خبر وفاة الشاب التونسي حسين عبودي بعد صراع مرير مع مرض السرطان يدوّي في قلوب التونسيين. فالقصة لم تكن مجرد حكاية مريض آخر ينهكه الداء الخبيث، بل تحولت إلى قضية رأي عام، بعدما أطلق حسين صرخة استغاثة مؤثرة قبل وفاته بأيام قليلة، يناشد فيها السلطات والمعنيين بمدّ يد العون وتمكينه من الدواء الذي قد يمنحه فرصة إضافية للحياة.
هذه الحادثة الأليمة فتحت من جديد ملف معاناة مرضى السرطان في تونس، وخاصة الصعوبات المتعلقة بتوفير الدواء الباهظ الثمن، لتثير أسئلة عميقة حول مسؤولية الدولة، ودور المنظمات، وكيف يمكن إنقاذ حياة مئات المرضى الذين يعيشون نفس المأساة في صمت.
معاناة بدأت مبكراً
بحسب شهادات مقربين منه، اكتشف حسين إصابته بالسرطان منذ فترة ليست بالقصيرة. ومع بداية العلاج، حاول التمسك بالأمل والالتزام بالجلسات الطبية المرهقة. لكنه سرعان ما اصطدم بواقع قاسٍ: أدوية غير متوفرة في المستشفيات العمومية، وبدائل تباع بأسعار خيالية في الخارج.
ومع تفاقم حالته الصحية وتراجع قدرته الجسدية، كان الأمل الوحيد المتبقي أمامه هو الحصول على نوع محدد من الدواء، وصفه له الأطباء على أنه قد يخفف من انتشار الخلايا السرطانية ويمنحه فرصة أفضل للبقاء.
التوسل الأخير
في آخر أيامه، كتب حسين تدوينة مؤلمة على حسابه الشخصي في فيسبوك، ناشد فيها السلطات والمجتمع المدني لمساعدته في الحصول على العلاج. قال فيها كلمات تعكس حجم الألم واليأس الذي كان يعيشه، مؤكداً أنه لا يطلب سوى "حقه في الحياة" مثل باقي المواطنين.
صرخته لاقت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف التونسيين عن تضامنهم معه، وأطلقوا حملات لمساعدته. لكن الأقدار كانت أسرع، إذ فارق الحياة قبل أن يتمكّن من الحصول على الدواء المنشود.
وفاة مؤلمة وردود فعل غاضبة
رحيل حسين عبودي لم يمر مرور الكرام. فقد أثار غضباً عارماً في الشارع التونسي، حيث اعتبر كثيرون أن وفاته هي نتيجة مباشرة لـ"إهمال المنظومة الصحية" وغياب سياسة واضحة لتوفير الأدوية الأساسية لمرضى السرطان.
وكتب ناشطون أن "الموت بسبب المرض قضاء وقدر، لكن الموت بسبب غياب الدواء جريمة". في حين رأى آخرون أن قصة حسين ليست سوى غيض من فيض، وأن هناك عشرات المرضى الآخرين الذين يواجهون المصير نفسه بصمت.
أزمة أدوية السرطان في تونس
تُعدّ قضية نقص أدوية السرطان من أبرز المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي في تونس خلال السنوات الأخيرة. فقد اشتكى الأطباء والمرضى على حد سواء من غياب أدوية أساسية في المستشفيات العمومية، ما يجبر العائلات على البحث عنها في السوق السوداء أو اقتنائها من الخارج بأسعار باهظة.
ويرى مختصون أن هذه الأزمة مرتبطة بعدة عوامل، من بينها:
ضعف التمويل العمومي لشراء الأدوية.
البيروقراطية وتعقيدات التوريد.
الفساد وسوء التوزيع الذي يحرم بعض المستشفيات من حصصها.
الضغط الكبير على المنظومة الصحية التي تعاني من نقص الكوادر والتجهيزات.
حسين كرمز لمعاناة صامتة
رحيل حسين لم يكن مجرد خسارة لعائلته وأصدقائه، بل تحوّل إلى رمز لمعاناة آلاف المرضى الذين يعانون في صمت. فقد سلطت قضيته الضوء على فجوة كبيرة بين حق المواطن في العلاج وبين واقع الصحة العمومية.
وأعاد ناشطون نشر وصيته الأخيرة، التي دعا فيها إلى ضرورة مساعدة مرضى السرطان وتوفير الدعم لهم، حتى لا يعيش أحد ما عاشه من ألم وقهر.
دعوات للتحرك والإصلاح
أمام هذه الحادثة الأليمة، دعا كثيرون إلى وضع خطة وطنية عاجلة لمعالجة أزمة الأدوية، خصوصاً المتعلقة بالأمراض المزمنة والخطيرة مثل السرطان. كما طالبوا بتعزيز دور المنظمات المدنية والخيرية في دعم المرضى، وفتح باب التبرعات لاقتناء الأدوية النادرة.
في المقابل، دعا آخرون إلى مساءلة المسؤولين عن هذا التقصير، معتبرين أن "الأرواح لا يجب أن تضيع بسبب إهمال إداري أو نقص في الميزانية".
Video Streaming