البقاء لله وفاة حسام الحرباوي بطريقة مؤلمة و خذلان من الدولة وقبل ان يتوفى في تدوينة كشف امر صـ...ـادم ... / Video Streaming
Video Streaming
شاهد الفيديو فالمقال
البقاء لله: وفاة حسام الحرباوي تهز الرأي العام.. تدوينة صادمة قبل الرحيل تكشف حجم الخذلان
رحل الشاب حسام الحرباوي عن هذا العالم بطريقة مؤلمة خلّفت حزنا كبيرا في قلوب كل من عرفه أو تابع قصته عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفاة حسام لم تكن مجرد خبر عابر، بل تحولت إلى قضية رأي عام بسبب الملابسات التي سبقتها، وخاصة بسبب التدوينة الأخيرة التي نشرها قبل ساعات قليلة من وفاته، والتي كشفت عن إحساس عميق بالخذلان والتهميش من طرف الدولة.
من هو حسام الحرباوي؟
حسام شاب تونسي في مقتبل العمر، اشتهر بنشاطه على منصات التواصل الاجتماعي حيث كان دائم التعبير عن آرائه حول أوضاع الشباب في تونس. كان يُنظر إليه كصوت من أصوات المهمشين الذين يواجهون صعوبات معيشية واجتماعية واقتصادية خانقة.
وفق شهادات مقربين، كان حسام شخصا طيّبا، مثابرا، يحاول رغم العراقيل أن يظل إيجابيا، غير أن الظروف القاهرة التي مرّ بها جعلته يعيش صراعا داخليا قاسيا بين حلمه بمستقبل أفضل وواقع يزداد قسوة يوما بعد يوم.
تدوينة تكشف المستور
قبل وفاته، نشر حسام تدوينة على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، عبّر فيها عن إحباطه الكبير مما اعتبره "تجاهلا ممنهجا" من الدولة لمعاناة الشباب. في هذه التدوينة، أشار إلى أنه طرق كل الأبواب بحثا عن فرصة عمل أو عن مساعدة حقيقية، لكنه لم يجد سوى وعود زائفة وبيروقراطية قاتلة.
كتب كلمات اختلط فيها الألم بالمرارة، متهما المنظومة السياسية والاجتماعية بالتقصير والتخلي عن الشباب الذين يعيشون على الهامش. بعض متابعيه اعتبروا أن هذه الكلمات كانت بمثابة صرخة استغاثة أخيرة، لم تجد من يصغي لها.
لحظة الفاجعة
بعد ساعات قليلة فقط من نشر هذه التدوينة، تم الإعلان عن وفاة حسام في ظروف وُصفت بـ"المؤلمة". ورغم اختلاف الروايات حول الطريقة الدقيقة التي رحل بها، فإن المؤكد أن حالته النفسية الصعبة وما عبّر عنه في كلماته الأخيرة تعكس حجم اليأس الذي بلغه.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الذهول والحزن العميق.
ردود فعل غاضبة
انتشرت موجة واسعة من التعليقات التي اتسمت بالحزن والغضب في الآن نفسه. كثيرون تساءلوا:
"كيف يُترك شاب مثل حسام لمصيره؟ لماذا لم تتحرك أي جهة لتقديم يد العون له قبل فوات الأوان؟"
منظمات المجتمع المدني عبّرت بدورها عن أسفها الشديد، معتبرة أن وفاة حسام ليست حالة فردية، بل تمثل انعكاسا مأساويا لسياسات دولة لم تعد تهتم بما يكفي بشبابها.
الدولة في قفص الاتهام
وفاة حسام أعادت إلى الواجهة ملف الإحباط واليأس الذي يعيشه آلاف الشباب التونسيين، خاصة في ظل ارتفاع نسب البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. كثيرون اعتبروا أن الدولة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، ليس فقط بسبب عجزها عن توفير فرص عمل وحياة كريمة، وإنما أيضا بسبب غياب منظومة دعم نفسي واجتماعي قادرة على التدخل قبل وقوع الكارثة.
مأساة عائلة
عائلة حسام كانت الأكثر تضررا من هذه الفاجعة، حيث فقدت ابنها في ظروف صادمة. شهاداتهم المؤثرة التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام كشفت عن عمق الألم الذي يعيشونه، وعن إحساسهم بالعجز أمام رحيله المبكر.
إحدى قريباته صرحت قائلة:
"حسام كان يحلم بعيشة بسيطة ومستقبل مستقر، لكن للأسف لم يجد من يسانده. تركنا بوجع كبير لن يندمل."
رسالة للشباب وللمجتمع
رغم قساوة الحادثة، إلا أن كثيرين رأوا فيها درسا قاسيا يجب أن يدفع الجميع – أفرادا ومؤسسات – إلى إعادة النظر في طريقة التعامل مع الشباب ومع قضاياهم. فالمطلوب اليوم، بحسب ناشطين، هو بناء منظومة حقيقية للإصغاء والدعم، لأن صرخة حسام لم تكن الأولى، لكنها يجب أن تكون الأخيرة قبل أن نخسر شبابا آخرين بنفس الطريقة.
Video Streaming