بعد صراع مع مرض السر.طان #حسين_عبودي قبل وفاته يتوسل للموافقه للحصول على الدواء للعلاج... / Video Streaming
Video Streaming
شاهد الفيديو فالمقال
حسين عبودي.. صرخة مريض لم تُسمع ورحيل موجع بعد صراع مع السرطان
رحل الشاب حسين عبودي بعد صراع طويل ومرير مع مرض السرطان، تاركاً وراءه حزناً عميقاً في قلوب عائلته وأصدقائه وكل من تابع قصته المؤلمة. غير أن وفاته لم تكن مجرّد حادثة وفاة عادية، بل مثّلت مأساة مضاعفة لأنها كشفت مرّة أخرى عن معاناة مرضى السرطان في تونس مع منظومة صحية عاجزة، وبيروقراطية قاتلة حالت دون حصوله على الدواء الذي كان يتوسل من أجل توفيره.
بداية الحكاية: حلم بالحياة تحوّل إلى معركة
كان حسين شاباً في مقتبل العمر، يعيش مثل أي تونسي بسيط يبحث عن لقمة العيش وحياة كريمة، إلى أن باغته المرض اللعين. ورغم صعوبة التشخيص وصدمته الأولى، فقد واجه مرضه بشجاعة، متسلحاً بالأمل وبإيمان كبير في الله.
غير أنّ الطريق لم يكن سهلاً، إذ وجد نفسه أمام عراقيل ضخمة تمثلت أساساً في صعوبة الحصول على الدواء اللازم للعلاج. فالأدوية الخاصة ببعض أنواع السرطان غير متوفرة باستمرار في المستشفيات والصيدليات المركزية، وهو ما حوّل رحلة علاجه إلى معركة يومية مع الانتظار والتأجيل.
توسلات قبل الرحيل
قبل أيام قليلة من وفاته، نشر حسين تدوينات مؤثرة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها منهك الجسد لكنه قوي الإرادة، وهو يتوسل السلطات الصحية من أجل الموافقة على تمكينه من الدواء.
في كلماته الأخيرة، لم يكن يطلب معجزة، بل مجرد حقه في العلاج. كان صوته يحمل ألماً عميقاً، وهو يخاطب المسؤولين قائلاً: "لا أريد شيئاً غير حقي في الحياة.. الدواء هو الأمل الوحيد الذي أملكه."
لكن توسلاته ذهبت أدراج الرياح، فلم يتلقّ أي استجابة فعلية وسريعة تنقذ حياته.
النهاية الصادمة
بعد أيام من الانتظار والمعاناة، رحل حسين تاركاً عائلته في حالة صدمة، وأصدقاءه في بحر من الحزن. وفاته تحوّلت إلى قضية رأي عام، إذ اعتبر كثيرون أن موته لم يكن قضاءً وقدراً فقط، بل نتيجة مباشرة لإهمال الدولة وتقصير المنظومة الصحية.
شهادات مقربين منه أكدت أن اللحظات الأخيرة كانت قاسية، وأن حسين ظل متمسكاً بالأمل حتى آخر لحظة، لكن جسده لم يعد قادراً على الصمود.
غضب على مواقع التواصل
انتشر خبر وفاته كالنار في الهشيم، وتحوّلت صفحاته إلى دفتر عزاء إلكتروني. مئات التدوينات رثته بكلمات حزينة، فيما عبّر كثيرون عن غضبهم من الوضع الصحي في تونس.
أحد أصدقائه كتب: "حسين ما ماتش بالسرطان.. حسين مات بالانتظار والتهميش."
آخرون طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن غياب الأدوية، مؤكدين أن ما حصل مع حسين يتكرر مع آلاف المرضى الذين يعيشون نفس المعاناة في صمت.
أزمة متواصلة في قطاع الصحة
رحيل حسين أعاد من جديد النقاش حول أزمة قطاع الصحة في تونس، خاصة فيما يتعلق بتوفير الأدوية المستعصية. فالعديد من المرضى يُجبرون على البحث بأنفسهم عن أدوية باهظة الثمن في الخارج، أو انتظار شهور طويلة حتى يتم توفيرها عبر الصيدلية المركزية.
هذا الوضع يحوّل حياة المرضى إلى جحيم يومي، حيث يقفون بين خيارين أحلاهما مرّ: إما دفع مبالغ طائلة لا يقدرون عليها، أو الاستسلام لمصير محتوم.
مأساة عائلة مكلومة
عائلة حسين اليوم تعيش صدمة لا توصف. فقدت ابنها وهو في عز شبابه، بعد أن استنفد كل قواه في معركة غير متكافئة مع المرض والبيروقراطية. والدته ظهرت في مقطع فيديو مؤثر وهي تبكي بحرقة قائلة: "ولدي ما طلبش حاجة كبيرة.. طلب حقه في الدواء.. لكن حتى هذا ما لقاوش."
دعوة للتغيير
وفاة حسين يجب أن تكون محطة فارقة، لا مجرد مأساة عابرة تُنسى مع مرور الأيام. فهي تطرح سؤالاً مؤلماً: كم من "حسين" آخر يجب أن يرحل قبل أن تتحرك الدولة لإصلاح المنظومة الصحية وضمان الحق في العلاج؟
الوقت لم يعد يسمح بالشعارات، بل بات يتطلب قرارات عملية تضمن أن لا يُحرم أي مريض من الدواء بسبب ضعف الإمكانيات أو تعقيدات إدارية.
Video Streaming